Ru En

لافروف: الإرهابيون يحاولون استغلال الوباء لتوسيع نفوذهم وتجنيد مؤيدين

١٢ أغسطس ٢٠٢٠

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن المنظمات الإرهابية تحاول استغلال الوضع الصعب الناجم عن وباء فيروس كورونا بهدف تجنيد أنصار لها.

 

وجاء كلام الوزير الروسي في مقابلة مع صحيفة "ارغومينتي إي فاكتي" قال فيها: "في بعض مناطق العالم، هناك محاولات من قبل الإرهابيين للاستفادة من ظروف الوباء والصعوبات المرتبطة به بهدف توسيع نفوذهم، ونشر الذعر والأفكار الكارهة للبشر، وكذلك لتجديد صفوف مؤيديهم، في المقام الأول على حساب أولئك الذين خاب أملهم من تصرفات السلطات في ظروف الأزمة".

 

وأشار لافروف إلى أن الجدل طويل الأمد حول "الإرهاب البيولوجي" أصبح أكثر أهمية. "سأضيف أنه في سياق الوباء أو خارجه، نعتبر أنه من غير المقبول إطلاقا التلاعب بموضوع فيروس كورونا أو الإرهاب البيولوجي لأغراض انتهازية، بما في ذلك في شكل بيانات استفزازية وحملات إعلامية مدمرة تهدف إلى زيادة الضغط الإيديولوجي والأخلاقي على الدول الأخرى أو المنظمات الدولية".

 

وأكد لافروف أن مشكلة منع المواد الكيميائية الخطرة والعوامل البيولوجية وتقنيات إنتاج الأسلحة الكيماوية والبيولوجية من الوقوع في أيدي الإرهابيين هي مشكلة خطيرة أيضا.

 

وأضاف: "في آذار/ مارس 2016، قدمت روسيا اقتراحا في مؤتمر جنيف لنزع السلاح لوضع اتفاقية دولية لقمع أعمال الإرهاب الكيميائي والبيولوجي. والاتفاقية الدولية التي اقترحتها روسيا متعددة التخصصات من حيث المهام التي تؤديها، فهي تقاطع جهود عدم الانتشار ونزع السلاح ومكافحة الإرهاب.

 

وقال الوزير إن القانون يرسي قواعد العمل المباشر ويجرّم بوضوح مثل هذه الاعمال الإجرامية".

 

جائحة وتفاقم الصراعات في الشرق الأوسط

 

وقال وزير الخارجية الروسي إنه لا يوجد تقدم في حل النزاعات في الشرق الأوسط في سياق الوباء، "وفي عدد من الحالات يتم تحضير الأرضية نحو المزيد من تفاقمها".

 

وأضاف لافروف: "دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لوقف إطلاق النار في مناطق الحرب لم توقف إراقة الدماء. عدد من الدول تريد الاستفادة من الأزمة الحالية لإرضاء طموحاتها الجيوسياسية والاقتصادية، والتركيز على الأساليب والوسائل القوية لحل النزاعات الإقليمية لا يزال قائما، ولا يوجد تقدم في حل الأوضاع الحادة، على سبيل المثال في الشرق الأوسط، في بعض الحالات يتم تجهيز الأرضية إلى المزيد من تفاقمها".

 

وأشار إلى أن الوباء كان له تأثير على جميع جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية الدولية دون استثناء. وشدّد على أن "الوباء بين عشية وضحاها جعل الجميع على قدم المساواة، مما أظهر مرة أخرى أن معظم التهديدات في العالم الحديث المترابط بشكل وثيق، لها أبعاد عبر الحدود ولن تنجح في البقاء على الهامش".

 

وبحسب الوزير، كان من المفترض أن يدفع كل هذا المجتمع الدولي إلى "تنحية الخلافات الانتهازية جانبا وتوحيد الجهود على منصة رد مشترك على تحد عالمي جديد".

 

وقال وزير الخارجية الروسي: "لم يحدث اختراق إيجابي، لكن المواجهات تتراكم في الشؤون العالمية. انعدام الثقة بين المشاركين في الاتصالات الدولية آخذ في الازدياد. وبدلا من حشد الإمكانات في مكافحة فيروس كورونا، نشهد محاولات للبحث عن المسؤولين عن انتشار العدوى".

 

كما لفت لافروف الانتباه إلى استمرار سياسة العقوبات التي تخنق الدول "غير المرغوب فيها". على وجه الخصوص، تواصل - في ظل هذه الخلفية - تجاهل دعوات الأمين العام للأمم المتحدة والمفوض السامي لحقوق الإنسان للأمم المتحدة لتعليق تأثير القيود الأحادية الجانب المتعلقة بتوريد الأدوية والمعدات الطبية، وكذلك المدفوعات الخاصة بها طوال فترة الوباء.

وأضاف: "علاوة على ذلك، فإن هذه الدعوات لم يسمعها أولئك الذين نصبّوا أنفسهم لعقود من الزمن كقادة في مجال حقوق الإنسان".

واختتم وزير الخارجية الروسي حديثه قائلا: "مرة أخرى، ندعو إلى اتخاذ إجراءات مشتركة ضد مصيبة مشتركة، من أجل استخدام أزمة فيروس كورونا كفرصة لإقامة تعاون دولي واسع في مكافحة المخاطر والتحديات المشتركة التي تواجه البشرية".

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: وزارة الخارجية الروسية

المصدر: تاس