سيلقي وزير الخارجية الروسي - سيرغي لافروف كلمة أمام مجلس الاتحاد وسيجيب على أسئلة أعضاء المجلس، وسيكون موضوع خطاب وزير الخارجية هو تنفيذ مفهوم السياسة الخارجية لروسيا، وذلك اليوم الأربعاء 13 ديسمبر/كانون الأول 2023.
وأشارت المتحدثة الروسية باسم وزارة الخارجية الروسية - ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحفي إلى أن الاجتماعات المنتظمة للوزير مع البرلمانيين تعزز التفاعل بين الفرعين التنفيذي والتشريعي للحكومة في المجالات الرئيسية للسياسة الخارجية للبلاد، وتسمح بتنسيق الجهود لتعزيز دورها ومكانتها في العالم الحديث.
يُشار الى أن لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد قدمت اقتراحاً لدعوة وزير الخارجية الروسي إلى الجلسة العامة.
الأساس العقدي
نشرت الوثيقة الجديدة من مفهوم السياسة الخارجية الروسية، التي وافق عليها الرئيس فلاديمير بوتين، في 31 مارس/آذار من العام الجاري، والتي تحدد أولويات وأهداف وتوجهات الأنشطة الدولية للبلاد، وفقاً لنص الوثيقة، فهي تخطيط استراتيجي وتمثل نظاماً لوجهات النظر حول المصالح الوطنية لروسيا في مجال السياسة الخارجية والمبادئ الأساسية والأهداف الاستراتيجية والمهام الرئيسية والمجالات ذات الأولوية للسياسة الخارجية.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن مفهوم السياسة الخارجية لروسيا قد تم تعديله بسبب التغيرات الأساسية في الحياة الدولية، كما أكد أيضا أن هذه الوثيقة هي "أساس عقدي سليم" لمزيد من العمل في الشؤون الدولية.
يشير المفهوم الجديد إلى أن السياسة الخارجية لروسيا سلمية ومفتوحة ويمكن التنبؤ بها ومتسقة وعملية، وتقوم على احترام مبادئ وقواعد القانون الدولي المعترف بها عالمياً والرغبة في التعاون الدولي المتساوي من أجل حل المهام المشتركة وتعزيز المصالح المشتركة، وفقاً لهذا المفهوم، تعتبر روسيا الحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي وتعزيز السلام والأمن الدوليين مصلحتها الوطنية.
المصالح الوطنية
وفقاً لمفهوم السياسة الخارجية الجديد، تعتبر روسيا أن المسار الحالي للولايات المتحدة هو المصدر الرئيسي للمخاطر على أمنها وسلامها وتنميتها البشرية، إذ شدد لافروف، متحدثاً في منتدى بريماكوف "ريدوتس" الدولي، على أن الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين يستخدمون مجموعة واسعة من الأدوات "الهندسية" الجيوسياسية لأغراضهم، بما في ذلك "إثارة الصراعات، وإجراء المعلومات والعمليات النفسية، وإطلاق العنان للتجارة والحروب الاقتصادية"، كما ذكر وزير الخارجية الروسي أن المجموعة الكاملة تقريباً من اتفاقيات الحد من الأسلحة قد تم تدميرها بسبب تصرفات الولايات المتحدة.
ويوم نشر المفهوم، لفت لافروف الانتباه إلى حقيقة أن أحكام الوثيقة تشير إلى أن الخطوات المعادية لروسيا من قبل الدول غير الصديقة سيتم قمعها باستمرار، وإذا لزم الأمر، بشدة، في الوقت نفسه، تقول الوثيقة إن روسيا لا تعتبر نفسها عدواً للغرب، ولا تعزل نفسها عنه، وليس لديها نوايا معادية تجاهه.
بالإضافة إلى ذلك، تعتبر روسيا أنه من المهم بشكل خاص تعميق العلاقات مع مراكز القوة العالمية الصديقة - الهند والصين. وسيسهم أيضاً في جعل أفريقيا مركزاً مؤثراً للتنمية العالمية وتعزيز التعاون مع أمريكا اللاتينية، ووفقاً للوثيقة، تعتزم روسيا إيلاء الاهتمام على سبيل الأولوية لتطوير التعاون مع إيران وتركيا والسعودية ومصر، فضلاً عن دعم سوريا.
هذا ويؤكد المفهوم الجديد على أن معظم الشعوب مهتمة بالعلاقات البناءة مع روسيا وتعزيز مكانتها في الساحة الدولية كقوة عالمية مؤثرة تقدم مساهمة حاسمة في الحفاظ على الأمن العالمي وضمان التنمية السلمية للدول، كما يقول المفهوم: "هذا يفتح فرصاً واسعة للنشاط الناجح لروسيا على الساحة الدولية".
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الخارجية الروسية
المصدر: تاس