قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن الدول الغربية تحاول بالطرق الصحيحة وغير الصحيحة تجنب الرد على مقترحات روسيا المتعلقة بالهيكل الأمني في أوروبا.
وصرّح وزير خارجية روسيا بذلك اليوم الخميس 3 مارس/آذار 2022، في مقابلة مع وسائل إعلام روسية وأجنبية حول الأجندة الدولية الحالية.
وأشار الوزير الروسي إلى أنه "ليس من قبيل المصادفة أن الغرب، عن طريق الصواب أو الاحتيال، يتجنب الرد على مقترحاتنا الواضحة تماماً والنقية تماماً بناءً على الاتفاقيات الحالية المتعلقة بالهيكل الأمني في أوروبا".
ولفت سيرغي لافروف إلى أن روسيا لم يعد بإمكانها السماح بتهديد حصول هجوم مباشر على أراضيها انطلاقا من الأراضي الأوكرانيا.
وتابع قائلا: "هذه التهديدات منصوص عليها في الوثائق العقائدية الحالية لنظام كييف. وبالطبع، فإن الرغبة الغبية لأوكرانيا في الانضمام إلى حلف شمل الأطلسي - الـ ناتو، وعدم الاستعداد التام لأعضاء الحلف للوفاء بالالتزامات، التي تتطلب عدم اتخاذ أي إجراءات من شأنها تعزيز أمنك على حساب أمني، فإنه بالطبع، هذا من بين الأسباب الرئيسية (للوضع الحالي في أوكرانيا)، ولكنني أردت أن أقول شيئاً آخرا".
وأضاف وزير الخارجية الروسي: "بشكل عام، هذا ليس فقط الوضع في أوكرانيا، وليست مسألة نزع السلاح وتشويه سمعة هذا البلد، ومنع مظاهر الإبادة الجماعية ووقف أي عنف على أراضيها، وإتاحة الفرصة للأوكرانيين لتقرير مصيرهم بأنفسهم. ولكن الأمر يتعلق بالنظام العالمي".
المطلوب لضمان أمن روسيا
أكد وزير الخارجية الروسي أن الغرب لا يستطيع أن يُحدّد لروسيا ما المطلوب لأمنها، موضحاً أنه "قيل لنا: إن ضم أوكرانيا إلى الـ ناتو أو أي دولة أخرى ليست عضواً حالياً في الحلف لن يشكل تهديداً لأمن روسيا. لماذا يحدّد الغرب لنا ما هو مطلوب لأمننا؟".
هذا وقارن سيرغي لافروف هذا النهج بالكيفية التي تُحدّد بها الولايات المتحدة الأمريكية، بالنسبة لألمانيا وأوروبا ككل، وما هو مطلوب لضمان أمن الطاقة في القارة الأوروبية، "وقرروا أن (السيل الشمالي -2) ليس ضروريا لضمان أمن الاتحاد الأوروبي من حيث الطاقة، إذ سيتم ضمان هذا الأمن من خلال إمدادات الغاز الطبيعي المسال الأمريكي عدة مرات وبتكلفة أكبر، وهذا ما نتحدث عنه، أن ينصتوا إلينا ولكنهم لا يفعلون".
وفي سياق متصل، قال الوزير الروسي: "لقد أشرت إلى مبدأ رئيسي تمت الموافقة عليه وعلى أعلى مستوى، سواء في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أو في العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي. نعم، الحق في اختيار التحالفات معترف به لكل بلد، ولكن في الوقت نفسه، لا يُمكن لأي بلد تعزيز الأمن على حساب أمن أي دولة أخرى. وفي الوقت نفسه، لا يحق لأي منظمة أن تطالب بدور مهيمن في الفضاء الأوروأطلسي، الذي يشارك فيه الناتو بنشاط الآن".
وفي الوقت نفسه، شدد سيرغي لافروف على أن تعزيز أمن حلف شمال الأطلسي على حساب أمن روسيا أصبح بالفعل "قضية رأي عام".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: مجلس الاتحاد الروسي
المصدر: تاس