كتب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي - ديمتري ميدفيديف، مقال نشر في صحيفة "إزفستيا جاء فيه أن "أي عملية تفاوض في الشرق الأوسط بمشاركة واشنطن تتحول دائماً إلى خيال، ومن الواضح أنها محكوم عليها بالفشل، ولا ترى أي آفاق في المفاوضات حول الشرق الأوسط بمشاركة واشنطن، وذلك اليوم الخميس 19 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ولفت نائب رئيس مجلس الأمن الانتباه إلى أن "الغالبية المسيطرة في المفاوضات بشأن تسوية الشرق الأوسط كانت في البداية في أيدي واشنطن، بسبب علاقات الحلفاء بين الولايات المتحدة وإسرائيل."
على سبيل المثال، استشهد ميدفيديف بنهج الرئيس الأمريكي السابق - دونالد ترامب، الذي وعد بأنه سيسوي الصراع إذا فاز في الانتخابات، وأعاد إلى الأذهان أنه "بعد عام واحد فقط - في ديسمبر 2017 - ضغط (ترامب) حرفياً على الزناد عندما أمر بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس".، مشيراً أيضا إلى أن أسلاف ترامب السابقين قاموا كل ستة أشهر بتمديد الوثيقة، التي أجلّت تنفيذ مثل هذا القرار وفقاً لقانون أقره الكونغرس الأمريكي في عام 1995، وهم يعرفون جيداً العواقب التي قد تترتب على ذلك"
كما أشار ميدفيديف إلى أن إدارة ترامب اعترفت بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية، ورفضت اعتبار الأنشطة الاستيطانية للدولة اليهودية في الضفة الغربية والقدس الشرقية انتهاكاً للقانون الدولي. وأضاف: "بعد ذلك، كخطة لحل المشكلة التي طال أمدها، تم اقتراح "صفقة القرن"، التي حرمت الفلسطينيين من الحق في الأراضي المنصوص عليها بقرارات الأمم المتحدة"، مشدداً على أن هذا أسفر عن موجة من السخط في العالم العربي وأثار تصعيداً جديداً للعنف.
وأكد دميتري ميدفيديف أيضاً على أنه "في الواقع تم التراجع عن عملية التفاوض، والتي كانت في ذلك الوقت لا تزال تتقدم بالفعل بمشاركة المنظمات الدولية المؤثرة وممثلي فلسطين وإسرائيل، وكذلك الدول الوسيطة، بما في ذلك روسيا".
مصالح واشنطن
ووفقاً لنائب رئيس مجلس الأمن الروسي فإنه " كان من الضروري وضع حد لأهم مبادرات السلام والإنجازات الواضحة، وهو ما يتوافق تماماً مع سياسة واشنطن"، منوّهاً بأنه لم تبد أي إدارة أمريكية اهتماماً بحل النزاع في الشرق الأوسط بشكل نهائي، وبتنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في 29 نوفمبر 1947 بشأن تقسيم فلسطين التاريخية إلى دولتين عربية ويهودية.
وبحسب رأيه فإن "الأمر لا يتعلق فقط بموقف إسرائيل من تأسيس دولة فلسطين، إذ أن النقطة المهمة هي، أولاً وقبل كل شيء، أن منطقة متفجرة غير مستقرة، محشوة بمجموعة متنوعة من الأسلحة، تبين أنها مفيدة جدا للولايات المتحدة. إذا كانت هناك مشكلة، فنحن بحاجة إلى خدمات الأمريكيين. بدونهم - في أي مكان. وإذا لم يحدث ذلك، فإن أهميتها تضعف بشكل كبير. وعدم الاستقرار الذي يسيطر عليه، وجلب النفوذ والأموال الكبيرة".
كما أوضح ميدفيديف أن "أمريكا الآن تسير بالطريقة المعتادة مرة أخرى"، فهي تراهن على القوة وتحاول "إظهار من هو القائد في المنطقة"، بدلاً من محاولة التخفيف بطريقة ما من حدة المواجهة، باستخدام أدوات الدبلوماسية (الرسمية وغير الرسمية). ها نحن نرى حاملات الطائرات الأمريكية قبالة سواحل إسرائيل، ومشروع قانون قُدّم إلى الكونغرس بشأن توريد الأسلحة إلى هذا البلد لأكثر من 2 مليار دولار (علماً أن الإسرائيليين يطلبون بالفعل 10). كما يقترح إضفاء الشرعية والجمع بين مخصصات المساعدة لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان، كل شيء واضح، وكل شيء عادي. التقنيات القياسية. المصالح الأبدية".
إمكانية التسوية
كما أشار دميتري ميدفيديف من خلال مقاله إلى أن تحقيق تسوية كاملة للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي هو أصعب مهمة، ويكاد يكون ميؤوساً منها، لأنه في الواقع قلّة من الناس مهتمون بحلها.
هذا وشدد رجل الدولة الروسي على أن "الأفعال لا الأقوال هي المهمة في الظرف الراهن. إن الشيء الرئيسي للمجتمع الدولي والمنظمات الدولية اليوم هو المساهمة في استئناف عملية التسوية في الشرق الأوسط. إنها المهمة الأكثر صعوبة والميؤوس منها تقريباً في الوقت الحالي، من الواضح أن هذه المهمة مستحيلة".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي"
الصورة: مجلس الاتحاد
المصدر: تاس