أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة - فاسيلي نيبينزيا، أن الجهود الإنسانية في قطاع غزة محكوم عليها بالفشل في غياب وقف كامل ومستدام لإطلاق النار، وذلك اليوم الخميس 18 ابريل/نيسان 2024.
وقال فاسيلي نيبينزيا في جلسة لمجلس الأمن الدولي: "لقد حذرنا مراراً من أنه في غياب وقف كامل ومستدام لإطلاق النار، وهو ما يجب مراقبته بشكل صحيح من خلال المراقبين العسكريين، فإن الجهود الإنسانية محكوم عليها بالفشل، والعاملون في المجال الإنساني لا حول لهم ولا قوة في مواجهة القوة العسكرية، ولن يكون أي قدر من التنسيق الطوعي كافياً إذا استمر أحد الأطراف في النزاع، وخصوصاً عندما تكون هناك إشارات من أحد أعضاء مجلس الأمن بأن قرارات المجلس غير ملزمة".
وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أنه خلافاً لقرار مجلس الأمن الدولي وانتهاكاً للقانون الإنساني الدولي، فإن تصعيد العمليات العسكرية مستمر في القطاع، قائلاً: "في ظل هذه الظروف، فإن إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة أمر مستحيل عملياً، إذ تفيد وكالات الأمم المتحدة بالإجماع أن وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع يكاد يكون معدوما. ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن الجيش الإسرائيلي يمنع نصف القوافل الإنسانية المتجهة إلى القطاع. في الوقت نفسه، وبحسب المعلومات الواردة من العاملين في المجال الإنساني، ثمة مساعدات وإمدادات إنسانية تنتظر على الحدود، وهناك أيضاً موارد مالية كافية لتنظيم الإمدادات الإنسانية، ولكن السؤال الوحيد هو في فتح المعابر ونقاط التفتيش وضمان الأمن".
وأكد فاسيلي نيبينزيا كذلك على أنه لا غنى عن دور وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، الـ "أنروا"، لا سيّما في ظل الظرف الراهن، وناشد المجتمع الدولي بقوله: "نحثكم على الإشادة ببطولة موظفي الوكالة، الذين يضطلعون بولايتهم الإنسانية في ظروف غير إنسانية، ويدفعون ثمنها بحياتهم. حتى الآن قُتل 178 موظفاً، وهذا هو أكبر عدد من موظفي هيكل الأمم المتحدة الذين لقوا حتفهم في نفس الوقت".
وتابع المسؤول الروسي "في ظل هذه الخلفية، فإن محاولات وصف وكالة الـ "أونروا" بأنها إرهابية والدعوة إلى تصفية الوكالة، وهو ما شهدناه في هذه القاعة، غير مقبولة بشكل قاطع، ولا ينبغي استخدام الاتهامات الكاسحة ضد ممثلي الوكالة لتشويه سمعة هذا الهيكل الكبير والمهم للغاية للأمم المتحدة، الذي يبلغ عدد موظفيه 13 ألف شخص في غزة وحدها. وإذا باتت الـ "أونروا" غير قادرة على العمل، فإنها ستصبح أداة أخرى غير قانونية وغير أخلاقية للعقاب الجماعي لملايين الفلسطينيين ممن يحتاجون إلى المساعدة".
هذا وبدأت جلسة مجلس الأمن الدولي بدقيقة صمت تخليداً لذكرى العاملين في المجال الإنساني، الذين لقوا حتفهم في القطاع الفلسطيني. وفقا لأحدث بيانات الأمم المتحدة، فقد قُتل ما لا يقل عن 224 من العاملين في المجال الإنساني في قطاع غزة منذ بداية تصعيد الصراع في الشرق الأوسط، معظمهم من موظفي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، الـ "أنروا".
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: Zuma\TASS
المصدر: تاس