Ru En

تعتبر روسيا حالياً الدولة الرئيسية القادرة على المساهمة في تسوية النزاعات في الشرق الأوسط - بوريس دولجوف

٢٥ يونيو ٢٠١٩

ما هو الدور الذي تلعبه روسيا في حل النزاعات في الشرق الأوسط؟ وما هي السياسة التي تتبعها بكين تجاه  الشرق الأوسط؟ كيف يمكن للفكر الاسلامي ان يساعد في التغلب على انتشار التطرف؟ عن كل هذه القضايا المعقدة والشائكة تحدثنا مع الباحث في مركز الدراسات العربية والإسلامية بمعهد  الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية، الدكتور في العلوم التاريخية، بوريس دولجوف.

 

- ما هو دور روسيا في حل النزاعات في منطقة الشرق الأوسط؟ كيف يتم تقييمها في دول المنطقة؟

 

- تعتبر روسيا حالياً الدولة الرئيسية القادرة على المساهمة في تسوية النزاعات في الشرق الأوسط . في البداية احب ان اؤكد ان هذا الامر يتعلق بالصراع السوري. في الأساس ، وبفضل الدعم والمساعدة من روسيا، تم سحق داعش (منظمة إرهابية محظورة أنشطتها على أراضي روسيا الاتحادية - ملاحظة المحرر)، وبفضل ذلك تم الحفاظ على الدولة السورية ووحدة أراضيها، وتم إيقاف عملية الإبادة الجماعية، والتي كانت واردة في حالة إستيلاء الجماعات الإسلامية المتطرفة وداعش على السلطة .

 

في اليمن مثلا، تقوم روسيا بمهمة إشراك مختلف أطراف النزاع في حوار سياسي مع أخذ في الاعتبار مصالح كل هذه الاطراف.

 

تعتبر روسيا حالياً الدولة الرئيسية القادرة على المساهمة في تسوية النزاعات في الشرق الأوسط - بوريس دولجوف

Public Domain  الرقة في سوريا دمرت خلال المعارك

 

في ليبيا، تبذل روسيا أيضًا جهود معينة لحل الوضع الصعب سلميا والذي يهدد فعليا بانهيارالدولة ، هذا الوضع المعقد تسبب به تدخل حلف الناتو عسكريا في الصراع الداخلي في ليبيا في عام 2011.

 

ومرارًا وتكرارًا تم التأكيد على تقييم دور روسيا في حل هذه النزاعات إيجابيا، وأكد ذلك ممثلو جميع الأطراف المتصارعة في كل من سوريا واليمن وليبيا الذين وصلوا الى روسيا للتفاوض ولتحديد مواقفهم وطلبوا مساعدة روسيا في التسوية، بما في ذلك هنا في معهد  الاستشراق.

 

-  إذن ما هي مصالح معارضي إشراك روسيا في العمليات الجيوسياسية؟

 

- معارضي مشاركة روسيا في العمليات الجيوسياسية في المنطقة لديهم مصالح خاصة في استمرار هذه الصراعات، والتي تتعارض مع سياسة روسيا التي تسعى لإيجاد تسويات وحلول لهذه الصراعات، لذلك المعارضين لروسيا يحاولون إخراجها من المنطقة .

 

- يشير العديد من الخبراء إلى ان الإنتصار على التطرف ، المغلف بخطاب ديني إسلامي ، أمر مستحيل الا في حالة  القضاء على فكرة الكفاح المسلح الهادفة لإنشاء الدولة الاسلامية حسب مفهوم الجماعات المتطرفة . كيف تقيم التقدم في هذا الاتجاه؟ هل من الممكن أن تقدم المؤسسات الدينية الروسية (بما في ذلك الأكاديمية الإسلامية البولغارية)  أفكارا قادرة على تسوية هذه المشكلة؟

 

- بالطبع، يمكن للمؤسسات الدينية الإسلامية الروسية، وعلى وجه الخصوص الأكاديمية الإسلامية البولغارية المساهمة في محاربة المذاهب المتطرفة التي تشوه أحكام القرآن  وتشوه المفهوم الحقيقي لـــ"الجهاد" (الحرب المقدسة).

 

تعتبر روسيا حالياً الدولة الرئيسية القادرة على المساهمة في تسوية النزاعات في الشرق الأوسط - بوريس دولجوف

Public Domain  دمر مبنى مقر الأمم المتحدة في بغداد بعد هجوم إرهابي في عام 2003

 

- هل عمليات الهجرة من إفريقيا و بلدان الشرق الأوسط قادرة على التأثير بشكل مباشر على روسيا ومنطقة التكامل الأوراسي؟ أم أن هذه التدفقات البشرية ستستمر نحو الاتحاد الأوروبي ، في حين أن روسيا ستبقى جذابة بشكل أساسي للأشخاص من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق؟ هل يمكن أن نقول، بشكل عام، أن العامل الديموغرافي قد " تسيس "  وأصبح الآن مشكلة جيوسياسية ذات صلة بروسيا؟

 

- على الأرجح، ستستمر تدفقات الهجرة من إفريقيا وبلدان الشرق الأوسط إلى دول الاتحاد الأوروبي، مما سيزيد من حدة المشاكل التى تعترض المهاجرين وهذه العملية اصلا قد تحولت بالفعل إلى مشكلة جيوسياسية، ينبغي على روسيا أن تراعيها بالتأكيد في سياستها الخارجية .

 

تعتبر روسيا حالياً الدولة الرئيسية القادرة على المساهمة في تسوية النزاعات في الشرق الأوسط - بوريس دولجوف

 Creative Commons  لاجئون يزيديون في أغسطس 2014

 

- نحن نعلم أن الصين تعمل بنشاط على تعزيز مصالحها الخاصة في إفريقيا. ما هي سياسة بكين الرسمية في الشرق الأوسط؟ وبحسب مراقبين، من المستحيل القول إن الصينيين ينشطون في المنطقة، على عكس اللاعبين التقليديين - الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وتركيا ؟

 

-  تنتهج الصين سياسة خارجية واقعية للغاية، حيث تنشط في المناطق التي لها فيها مصالح اقتصادية أو عسكرية استراتيجية محددة. فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط ، فهي منطقة ستحافظ الصين على مصالحها والمتمثلة في حصولها على مصادر الطاقة، وبالتالي الحفاظ على علاقاتها مع إيران وتعزيزها، إلى جانب المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول المنتجة للنفط والغاز في الخليج الفارسي. طبعا في الصراع السوري ، الصين تدعم الحكومة السورية بشكل رئيسي على المستويين الدبلوماسي والسياسي، انطلاقا من شراكتها الإستراتيجة مع روسيا.