في رسالته التي وجهها عبر الفيديو إلى المشاركين والضيوف على "مؤتمر موسكو التاسع للأمن الدولي"، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن اضطراب العمليات الجيوسياسية في العالم في ازدياد، وأنه على الرغم من بعض الإشارات الإيجابية، يتواصل تآكل القانون الدولي.
وأشار بوتين في رسالته التي نشرها موقع الكريملِن في الإنترنت، اليوم الأربعاء 23 يونيو/ حزيران 2021، إلى أنه "لسوء الحظ، حتى الآن اضطراب العمليات الجيوسياسية آخذ في الازدياد، على الرغم من بعض الإشارات الإيجابية. كما يتواصل تآكل القانون الدولي.
وقال إن "محاولات استخدام القوة لدفع مصالحهم وتعزيز أمنهم على حساب أمن الآخرين لا تتوقف"، مشيراً إلى أن تعزيز الأمن على كوكب الأرض والتنمية المستدامة للحضارة يعتمدان على حل أهم قضايا الأجندة العسكرية والسياسية الحديثة، وعلى البحث الفعّال عن إجابات فعالة ومشتركة للتحديات المشتركة.
وتابع فلاديمير بوتين أن "القلق الشديد سببه النزاعات المسلحة الإقليمية ومخاطر انتشار أسلحة الدمار الشامل ونشاط الجماعات الإجرامية عبر الحدود، والاتجار بالمخدرات ومجرمي الإنترنت"، مضيفاً أن "الإرهاب الدولي لا يزال يشكل تهديداً من نوع خاص".
وخلص إلى أن حجم هذه المشاكل وطبيعتها العالمية يتطلبان توحيد جهود جميع الدول، وأنه يجب تنفيذ هذا العمل الجماعي على أساس القانون الدولي وأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وأضاف في هذا الجانب أنه يجب تشكيل "أي قواعد جديدة للّعبة" برعاية الأمم المتحدة. وإلا بالتأكيد - الطريق إلى الفوضى وعدم القدرة على التنبؤ، منوّهاً بأن الأمم المتحدة، منذ إنشائها، كانت ولا تزال أساس نظام العلاقات الدولية، وأن المهمة الرئيسية لهذه المنظمة الموثوقة والمعترف بها بشكل عام هي "منع نشوب صراع عالمي، حرب عالمية جديدة".
تعزيز السلام والاستقرار
وفي سياق متصل، قال الرئيس إن روسيا تعتزم زيادة تعزيز تعزيز السلام والاستقرار في القارة، ولا تنسى أبدا مسؤوليتها عن أمن وازدهار الدول المجاورة، موضحاً أن "روسيا لا تنسى أبداً المسؤولية التي تتحملها تجاه أمن وازدهار الدول المجاورة، التي تجمعنا بها روابط تاريخية وثقافية وإنسانية لا تنفصم".
كما بيّن فلاديمير بوتين أن السلطات الروسية "تعتزم زيادة المساعدة في تهدئة النزاعات الإقليمية وتعزيز السلام والاستقرار في القارة"، واصفاً تسوية النزاعات الإقليمية بأنها "جانب مهم لضمان الأمن العالمي"، ومشدداً على أن روسيا تعمل بنشاط على تعزيز ذلك.
وفي هذا الشأن افاد الرئيس الروسي بأن "بفضل مساعدتنا العسكرية، تمكنّا من تحرير معظم الأراضي السورية من الإرهابيين الدوليين، ومنع انهيار الدولة السورية، والعمل السياسي والدبلوماسي في إطار صيغة أستانا مع تركيا وإيران، كما جعلنا من الممكن البدء بعملية التسوية السورية تحت رعاية الامم المتحدة".
وفي ختام كلمته، تمنّى الرئيس الروسي للمشاركين في المؤتمر عملاً مثمراً، معرباً عن ثقته في أن مناقشات شيّقة في انتظارهم، وأن "المقترحات والمبادرات التي تم وضعها على أساس المؤتمر ستعمل على تعزيز الأمن والاستقرار الدوليين".
الجدير بالذكر أن فعاليات "مؤتمر موسكو التاسع للأمن الدولي"، الذي تنظمه وزارة الدفاع الروسية، في الفترة من 23 إلى 24 يونيو/ حزيران 2021، تُقام بمشاركة ما يزيد عن 600 ضيف.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا الاتحادية
المصدر: تاس